هتاف غير مألوف في أسمرا.. لماذا قال رئيس الوزراء السوداني عاش الرئيس أسياسي؟
متابعات -السودان الآن

هتاف غير مألوف في أسمرا.. لماذا قال رئيس الوزراء السوداني عاش الرئيس أسياسي؟
متابعات – السودان الآن- في مشهد أثار جدلاً واسعاً داخل الأوساط السودانية والإقليمية، ظهر رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس خلال زيارته الرسمية إلى العاصمة الإريترية أسمرا وهو يهتف أمام الحشود: “عاش الرئيس أسياسي!”، في إشارة إلى الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي، وهو ما اعتبره مراقبون تحولاً لافتاً في لغة الخطاب الدبلوماسي السوداني تجاه إريتريا.
زيارة غير عادية وهتاف غير مألوف
بحسب مراقبين سياسيين، فإن الزيارة الأخيرة جاءت في توقيت حساس تشهده المنطقة، خاصة مع تصاعد التوترات بين السودان وإثيوبيا على خلفية الملفات الحدودية وسد النهضة، ما يجعل التحالف مع أسمرا خطوة تحمل أكثر من دلالة.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي حسان الناصر في تحليله لقناة الجزيرة إن “هتاف رئيس الوزراء السوداني لم يكن عفوياً، بل رسالة رمزية تعبّر عن انفتاح جديد في العلاقات السودانية الإريترية، ومحاولة لترميم الجسور التي تصدعت في السنوات الماضية”.
رسائل موجهة إلى أديس أبابا وخصوم الداخل
وأضاف الناصر أن المشهد برمّته يعكس تحولاً في ميزان الاصطفافات الإقليمية في القرن الأفريقي، إذ تسعى الحكومة السودانية لتوثيق علاقاتها مع إريتريا في مواجهة “الطموحات التوسعية الإثيوبية”، مشيراً إلى أن إدريس أراد إيصال رسالة مفادها أن “الخرطوم لن تقف وحدها في معادلة البحر الأحمر والنيل”.
ويرى محللون آخرون أن الهتاف الشعبي في شوارع أسمرا لم يكن موجهاً للخارج فقط، بل أيضاً لجمهور الداخل السوداني، في محاولة لإظهار رئيس الوزراء بصورة “الزعيم المقبول إقليمياً” وسط تحديات سياسية واقتصادية معقدة يعيشها السودان حالياً.
تحالف جديد أم اصطفاف تكتيكي؟
بينما يرى بعض المراقبين أن الزيارة تمثل بداية لتحالف استراتيجي جديد بين الخرطوم وأسمرا، يذهب آخرون إلى أن ما حدث لا يتجاوز “اصطفافاً تكتيكياً مؤقتاً” فرضته التوازنات الراهنة في المنطقة.
ويشير الباحث السوداني عبدالعزيز عثمان إلى أن “القيادة السودانية تحاول استخدام الورقة الإريترية لتخفيف الضغوط الإثيوبية والدولية، وربما لإعادة رسم خريطة التحالفات في القرن الأفريقي بما يخدم المصالح الوطنية”.
ختاماً
مهما تكن دوافع الهتاف أو رسائله، يبقى مشهد رئيس الوزراء السوداني في شوارع أسمرا حدثاً لافتاً يحمل أكثر من قراءة، ويؤكد أن السياسة في القرن الأفريقي دخلت مرحلة جديدة من إعادة التموضع والتحالفات، عنوانها الأبرز: “لا ثوابت.. سوى المصالح”