مخرجات التعليم و الحرب العبثية
د.صبري فخري محمد
أعتقد جازما بأن سبب كل المآسي التي نعيشها ليست من الأمية التي تجتاح بلادنا .. بل هو التعليم المعوج و مخرجات هذا التعليم رغم تبجح الكيزان بثورة التعليم و ما أن يذهب البشير إلى منطقة الا و أعلن عن فتح جامعة أو كلية بعد الرقص مع تلويح العصى على أنغام الموسيقى … لم يعد التعليم في قاعات الدرس في الجامعات و لا حيازة شهادات الاستاذية دون إضافة أو إختراع شيء .. إستيف جوبز صاحب الاختراعات التي نقلت العالم إلى الأمام بمقدار مئات السنين الضوئية.. التحق بجامعة ريد في بورتلاند بولاية أرغون، لكنه لم يحقق النجاح بالجامعة، فرسب في عامه الأول وقرر ترك الدراسة بعد فصل دراسي واحد .. التعليم يعني الاختراع .. و نحن اليوم على أعتاب الذكاء الاصطناعي الذي لا نعرف و لا يعرف علماءنا شيئا عنه سوى أن حميدتي الذي يظهر بين الفينة و الأخرى بأنه ذكاء إصطناعي .. أكثر من ٥٥% من الأمريكيين يستخدمون الذكاء الاصطناعي.. أنشئت كلية غردون في العام ١٩١٧ .. و لا أعلم أي إضافة حقيقية أحدثها علماؤنا في الطب .. و أما عن خريجوا الهندسة فحدث و لا حرج .. أحشائي تتمزق عندما نستورد أتفه الأشياء .. حبل السايفون دون مؤاخذة .. أتدري لماذا يا هذا … العقول التي تعاني من الكبت و الضغوطات لا يمكن أن تفكر في الابتكار و الاختراع .. العقول الحرة هي التي تبدع و تخترع لأنها تعلم فن النقد و تتقبل النقد .. كان معي في كوبر ٢٠١٣ طالب يدرس في جامعة بورتسودان .. الكيزان أتو بمادة الثقافة الإسلامية ليقوم بتدريسها أساتذة التربية الإسلامية بالثانوي وكان أغلبهم من الكيزان .. طلب الأستاذ من الطلاب أن يحفظوا إحدى سور القرآن و حدد يوما للتسميع .. سأل الطالب من باب التندر.. لو ما حفظنا السورة بتجلدونا يا استاذ .. فقام الأستاذ بطرده و منعه من الحضور في محاضراته .. و اتفق الأستاذ مع بقية الأساتذة بأن لا ينجح هذا الطالب في كل المواد .. فكرر الاعادة عدة مرات و أخيرا إنتقل إلى جامعة أخرى … هؤلاء هم أساتذتنا … كلنا يعلم قصة ذلك الأعرابي الذي جذب النبي صلى الله عليه وآله وسلم جذبةً قويَّةً حتى أثَّرت في عُنُقِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما قابله به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مقابلة الإساءة بالإحسان … فالأمم المتقدمة تمنح الأمان لشعبها.. الجواز الأمريكي مكتوب فيه .. إذا تعرض حامله إلى أي مشكلة .. أمريكا على استعداد أن تحرك كل قوتها من أساطيل و طيران للدفاع عنك … و لم تقل له تعال نديك السلاح دافع عن نفسك .. الشعوب التي تعيش في هلع وخوف و بطش لن تبدع على الإطلاق.. قبل أن تجلس في امتحان الزمالة البريطانية يؤتى إليك بكتيب يدلك على السبل التي يجب أن تتبعها إن كنت غير مقتنع بالنتيجة التي أحرزت.. لك حق الاحتجاج و لا تثريب عليك .. أما عندنا في بلد السجم و الرماد ..فالويل كل الويل إن إعترضت على النتيجة .. فهنالك الهالة و التقديس للكلية .. باسم شرف الكلية .. جعلوا للحيطان شرف .. و إنما يقصدون بذلك شرفهم .. فهم القوم الذين لا يبدل القول لديهم و لكنهم أكثر ظلما للبشر … هذه الحرب العبثية أمر بإندلاعها شخص واحد دون مشورة و لا استعداد للجيش … و ليس لكائن من كان له حق الاعتراض .. و الدليل إعتقال رئيس هيئة الأركان … تضيع أمة و يضيع بلد و السبب التعليم الذي يعلمك الخضوع و الخنوع و مصادرة حق النقد و عندها تصادر الرجولة و تصير كالأنعام بل أضل ..
د.صبري فخري محمد
استشاري جراحة و مناظير
0913768608