
السودان بين فوضى الانقسامات ونزيف التنمية المفقودة
متابعات – السودان الآن – بينما تمضي دول الجوار في مسار تنموي واضح المعالم، يظل السودان عالقًا في دوامة الصراعات السياسية والمزايدات الإعلامية، في وقتٍ تتسارع فيه خطوات التنمية في مصر وإثيوبيا وغيرهما من دول الإقليم، لتعمق الفجوة بين الطموح السوداني والواقع المتأزم الذي يعيشه المواطن يوميًا.
مشروعات التنمية في الجوار
في مصر، يقود الرئيس عبد الفتاح السيسي واحدة من أكبر حملات التنمية في تاريخ البلاد تحت شعار “تحيا مصر”، حيث تُدشَّن يوميًا مشروعات بنية تحتية، ومدن جديدة، ومناطق صناعية متكاملة.
وفي إثيوبيا، يواصل رئيس الوزراء آبي أحمد خططه التوسعية في التنمية عبر إنشاء الطرق والسدود والمناطق الزراعية الكبرى، ما جعل البلاد تشهد طفرة عمرانية وزراعية متواصلة رغم التحديات الداخلية
السودان.. وطن منهك بالصراعات
أما في السودان، فالصورة مختلفة تمامًا.
يتجاذب المشهد السياسي خطاب الكراهية والانقسام بين معسكرات “كوز” و“قحت” و“جنجويد” و“مرتزقة” و“حركات مسلحة”، في ظل غياب مشروع وطني جامع يمكن أن يوحد الجهود نحو البناء والإعمار.
الشارع السوداني اليوم أصبح مسرحًا لاتهامات متبادلة، ومواقع التواصل تحولت إلى ساحة حرب كلامية بدلاً من أن تكون منبرًا للوعي والإصلاح.
المواطن بين الإحباط والأمل
في ظل هذا الواقع المأزوم، يقف المواطن السوداني حائرًا بين فقدان الثقة في النخب السياسية، وتطلع دائم نحو الخلاص من الأزمات الاقتصادية والأمنية المتلاحقة.
الكثيرون باتوا يؤمنون أن ما يحتاجه السودان اليوم ليس مزيدًا من الخطابات السياسية، بل خطة إنقاذ وطنية شاملة تنطلق من الداخل، وتضع مصلحة الشعب فوق الحسابات الحزبية والمناطقية.
خبراء: غياب الرؤية والتنمية أخطر من الحرب
يقول محللون سياسيون إن أخطر ما يواجه السودان اليوم ليس الحرب فحسب، بل غياب الرؤية التنموية التي تحوّل موارده إلى طاقة إنتاج حقيقية.
فالسودان يمتلك ثروات زراعية ومعدنية هائلة، وموقعًا جغرافيًا فريدًا يؤهله لأن يكون محورًا اقتصاديًا إقليميًا، لكن غياب الاستقرار السياسي، وتعدد مراكز القرار، وتضارب المصالح، جعل البلاد تدور في حلقة مفرغة منذ عقود.
دعوة للوحدة والوعي
الرسالة الأهم التي يتفق عليها المراقبون هي أن السودان لا يمكن أن ينهض ما لم يتوحد أبناؤه، وأن التنمية لن تتحقق بشعارات متناحرة، بل بإرادة وطنية صادقة تُعيد ترتيب الأولويات وتفتح الطريق أمام الشباب لبناء وطنهم بدل الهجرة أو الانقسام
ختامًا:
بينما تمضي الأمم من حولنا في طريق البناء والتقدم، يظل السودان بحاجة ماسّة إلى وقفة صادقة مع النفس، ليتجاوز مرحلة “يا كوز ويا قحت ويا عميل” إلى مرحلة “يا سوداني قومي نبني بلدنا”.
الله يعوض بلادنا… لكنها ستنهض بإذن الله متى ما اتحدنا على الحق والخير