اخبار السودان

ليكن التعليم ملاذًا للأمان.. لا بدايةً للألم طفلة اليوم هي أم الغد.. فلا تتركوها مكسورة الروح

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

ليكن التعليم ملاذًا للأمان.. لا بدايةً للألم طفلة اليوم هي أم الغد.. فلا تتركوها مكسورة الروح

دروس مؤلمة من حادثة “مدرسة الدوحة” بمدينة الأبيض

متابعات – السودان الآن – تُعد جريمة الاعتداء على الأطفال واحدة من أبشع الانتهاكات الإنسانية، إذ تمزق نسيج الأسرة والمجتمع، وتترك آثارًا نفسية لا تمحى في ذاكرة الطفولة.

وقد أعادت حادثة مدرسة الدوحة بمدينة الأبيض – التي شهدت اعتداءً مروّعًا على طفلة داخل حرم المدرسة – النقاش المجتمعي حول أمن الأطفال داخل المؤسسات التعليمية، ودور الدولة في فرض الرقابة والمساءلة الصارمة على كل من يتعامل مع الصغار

مسؤولية الدولة ووزارة التربية والتعليم

تتحمل وزارة التربية والتعليم المسؤولية الأولى في تأمين بيئة المدارس، فهي ليست مجرد مكان للتدريس، بل فضاء للتنشئة الأخلاقية والأمان النفسي.

وتتمثل واجبات الوزارة في:

1. وضع معايير صارمة لاختيار المعلمين والعاملين بالمدارس تشمل فحص السجل الجنائي والسلوك الشخصي

2. تفعيل وحدات حماية الطفل داخل الإدارات التعليمية لتلقي الشكاوى ومراقبة أداء المدارس بشكل مستمر

3. تضمين مفاهيم الحماية والتوعية في المناهج الدراسية بأسلوب تربوي يناسب المراحل العمرية المختلفة

4. إنشاء آلية بلاغ إلكترونية سرية تتيح للطلاب أو أولياء الأمور الإبلاغ عن أي سلوك مريب دون خوف.

إن المدرسة يجب أن تكون مكانًا آمنًا يربّي الضمير قبل أن يعلّم الدروس، وأي تقصير في هذا الجانب هو خيانة للأمانة التربوية.

دور إدارات المدارس

إدارة المدرسة تمثل خط الدفاع الأول عن الأطفال، إذ يقع على عاتقها:

مراقبة السلوك اليومي للعاملين والمعلمين والتدقيق في أي تصرف خارج المألوف.

توعية التلاميذ بحدود التعامل الجسدي والكلامي بطريقة مبسطة دون ترهيب.

تعيين مشرف اجتماعي ونفسي دائم لرصد أي تغيّر في سلوك الطلاب أو علامات خوف غير مفسّرة.

تفعيل سياسة “الباب المفتوح” التي تشجع الطفل على الحديث مع الإدارة عند تعرضه لأي مضايقة

كما يجب أن تخضع كل مدرسة لتفتيش دوري تربوي وسلوكي، وليس إداريًا فقط، حتى يتم ضمان أمان الأطفال من أي استغلال أو إساءة.

دور الأسرة والمجتمع

الأسرة هي الحصن الأول للطفل، وغياب الحوار بين الأهل والأبناء يفتح الباب أمام المعتدين.

يُنصح الآباء والأمهات بـ:

1. التحدث مع الأطفال بصدق عن خصوصية أجسادهم وحقهم في الرفض والصراخ عند أي محاولة اعتداء.

2. تعليمهم التفرقة بين اللمس المقبول وغير المقبول بطريقة تناسب أعمارهم.

3. مراقبة التغيرات السلوكية المفاجئة مثل الانطواء، الخوف، أو الصمت المفرط.

4. بناء علاقة ثقة تتيح للطفل التحدث دون خوف من العقاب أو التوبيخ.

أما المجتمع، فعليه أن يكفّ عن ثقافة الصمت، وأن يرى في حماية الطفل واجبًا دينيًا وأخلاقيًا، لأن التغاضي عن المعتدي جريمة توازي الفعل نفسه.

نحو منظومة حماية متكاملة

إن حماية الأطفال ليست مهمة جهة واحدة، بل هي مشروع وطني متكامل يشارك فيه الجميع:

الدولة تضع التشريعات.

المدرسة تنفذ وتراقب.

الأسرة تتابع وتحتضن.

والمجتمع يدعم ويكشف.

فكل طفل آمن هو بذرة لمستقبلٍ مطمئن، وكل تقصير في حمايته هو جرح في جسد الوطن

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى