مقالات الرأي

د.صبري فخري يكتب ..شرع ما قبلنا

مقالات - السودان الان

شرع ما قبلنا
د.صبري فخري محمد
شرع ما قبلنا هو شرع لنا ما لم ينسخ .. طلب سيدنا يوسف من الملك أن يجعله على خزائن الدولة .. و لكن الإسلام نهى عن طلب الرئاسة..لا تسأل الإمارة، فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أوتيتها من غير مسألة أعنت عليها… و كذلك أصحاب الأخدود الذين رفضوا أن ينطقوا بكلمة الكفر و آمنوا برب الغلام بينما عمار بن ياسر نطق بكلمة الكفر و قلبه مطمئن بالإيمان.. الذين يستدلون بشرعية حكم التغلب أي شرعية الحاكم الذي يأتي بالانقلاب أو شرعية توارث الحكم فيكون ملكا عضوضا .. فإنهم ينسفون الآيات والاحاديث التي تتحدث عن الشورى و التي هي أساس الحكم في الإسلام.. و كان نسف الشورى هو ما نتج عنه بداية إنقضاء عرى الإسلام.. فخالف سيدنا معاوية و أشهر السيف للذين يرفضون بيعة يزيد و هم الحسين و الزبير و عبد الله بن عمر و عبد الرحمن أبن أبي بكر …فأقسم بالله لئن رد علي أحدكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف إلى رأسه ، فلا يبقين رجل إلا على نفسه .
ثم دعا صاحب حرسه بحضرتهم فقال : أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين ومع كل واحد سيف ، فإن ذهب رجل منهم يرد علي كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهما …. و بهذه الديكتاتورية التي خالفت النص القرآني لا زالت الامة تعيش في التوهان .. ليس من حق جماعة من دون المسلمين بيعة شخص ليكون كل همه خدمة أولئك النفر الذين أتوا به و يكون التهميش و التشريد لكل من لا يوالي تلك الجماعة أو يعارضها .. و يأتي علماء السلطان ليحدثوننا بأن خير الهدي هدي محمد و هم قد ضربوا بهدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عرض الحائط .. لا شرعية لحاكم لا يأتي بالشورى .. رفض سيدنا عمر بن عبد العزيز أن يتولى أمر الأمة إلا بشورى المسلمين ضاربا بوصية الملك عرض الحائط .. ففعل في 36 شهرا ما عجز أن يقوم به الانقلابيون من لدن البشير حتى البرهان .. بل كان الدمار و صناعة القتل و النهب و المليشيات .. شتان ما بين ذلك و هؤلاء .. البدايات الصحيحة حتما تؤدي إلى نهايات و إنجازات مبهرة .. و غير ذلك .. الدمار و الخراب
د.صبري فخري محمد
استشاري جراحة و مناظير
0913768608

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى