مقالات الرأي

حين يتحول المواطن من متلقي للخدمة إلى طرف في الصراع

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

حين يتحول المواطن من متلقي للخدمة إلى طرف في الصراع

زج المواطن السوداني في القتال بدل تقديم الخدمات.. أزمة وطن يبحث عن نفسه

متابعات – السودان الآن – في الوقت الذي كانت فيه تطلعات المواطن السوداني تتجه نحو تحسين مستوى الخدمات الأساسية مثل الصحة، التعليم، الأمن، وفرص العمل، وجد الكثيرون أنفسهم فجأة أمام واقع مختلف تمامًا؛ واقع تُختزل فيه قيمة الإنسان إلى مجرد رقم في حسابات الحرب.

لقد أصبح المواطن، الذي كان يفترض أن يكون المستفيد من الدولة، هو نفسه الذي يجري استدعاؤه أو دفعه تدريجيًا ليكون جزءًا من الصراع، بشكل مباشر أو غير مباشر.

ومع غياب الخدمات الأساسية واتساع دائرة الاحتياجات، أصبح الانضمام إلى جهات مسلّحة أو مجموعات حماية أو قوات محلية خيارًا اضطراريًا عند البعض، لا رغبة فيه، وإنما هروبًا من الجوع، أو من الفراغ، أو من الشعور بالتهديد.

الحرب لم تكتفِ بالمدن والقرى والبنى التحتية، بل وصلت إلى عقل المواطن ووعيه وحياته اليومية.

فالأسرة التي كانت تفكر في مصاريف المدارس، أصبحت اليوم تفكر في كيفية حماية أبنائها من الانجرار إلى القتال.

والشباب الذين كانوا يحلمون بوظائف، أصبحوا أمام طريق واحد: حمل السلاح بدل حمل الكتب أو الأدوات أو الآلات.

ووسط هذا المشهد، يظل السؤال الكبير الذي يتردد في قلوب الناس قبل ألسنتهم:

لماذا يُطلب من المواطن أن يقاتل قبل أن يُعالج؟

ولماذا يُدفع للسلاح قبل أن تُوفّر له الكهرباء والماء والمأوى؟

المواطن السوداني لا يبحث عن انتصار عسكري، ولا مكاسب سياسية.

هو يبحث عن حياة كريمة:

مدرسة مفتوحة

مستشفى يعمل

شارع آمن

عمل يكفيه

وبيت لا يهدده النزوح

هذه أبسط حقوقه، وليس فضلًا من أي جهة.

ولأن السودان بلد عرف كثيرًا من المحن وعبر منها، يبقى الأمل أن تعود قيمة الإنسان إلى مكانها الطبيعي:

مواطن أولاً… قبل السلاح

خدمات أولاً… قبل المعارك

حياة أولاً… قبل الحرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى