واشنطن تترقب.. هل يقود السودان رباعيته أم يُقاد إليها؟”
في زيارة وُصفت بالمفاجئة، حطّ رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في القاهرة، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، برفقة وفد ضم وزير الخارجية محي الدين سالم، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، وسفير السودان بالقاهرة الفريق أول عماد الدين عدوي.
البيان المصري الرسمي بدا أكثر وضوحاً من نظيره السوداني، إذ كشف بشكل صريح أن اللقاء تناول “أهمية الآلية الرباعية كإطار جامع للسعي نحو تسوية الأزمة السودانية ووقف الحرب وتحقيق الاستقرار”، مع تأكيد الجانبين تطلعهما لأن تسفر اجتماعات الآلية في واشنطن هذا الشهر عن نتائج ملموسة.
هذا التصريح يضع السودان عملياً داخل منظومة الرباعية الدولية — بل ربما يجعلها خماسية بانضمامه — ما يعني اعترافاً ضمنياً بمرجعية هذه الآلية كطريق للحل السياسي.
لكن السؤال الأعمق: هل يمتلك السودان فعلاً رؤية استراتيجية تؤهله لقيادة هذا المسار؟
حتى اللحظة، تظل قرارات الدولة في الخرطوم محصورة داخل دائرة ضيقة، تفتقر إلى البنية المؤسسية التي تسمح ببناء قرارات مدروسة أو تخطيط استراتيجي طويل الأمد.
وقد تبدو مشاركة السودان في الآلية مجرد محاولة لكسب الوقت، لا أكثر، ما قد يضاعف عزلته الدولية ويفقده ثقة حلفائه الإقليميين.
الفرصة لا تزال قائمة، لكنها تضيق سريعاً. فاجتماع واشنطن بات وشيكاً، والسودان أمام خيارين: أن يقفز للأمام ويقود مسار الحل، أو أن يُترك على الهامش.
التحرك الذكي سيكون في استثمار علاقاته الثنائية، خصوصاً مع الإمارات، والسعي إلى دور مصري وسعودي أكثر فاعلية داخل الآلية. فمثل هذا المسار قد يمنح السودان دفعة دبلوماسية حقيقية، تهيئه لاستقبال دعم سياسي وإنساني بعد الحرب.
الخلاصة: لا يكفي أن يكون السودان “حاضراً” في الرباعية، بل يجب أن يكون “فاعلاً” فيها. فالحلول لا تُمنح.. بل تُصنع










