هل يسقط كامل إدريس في فخ الحاشية قبل أن يبدأ معركة الإصلاح؟
متابعات – السودان الآن – دوائر النفوذ تلتف حول رئيس الوزراء
في مقالٍ تحليلي مثير للكاتبة رشان أوشي، تساءلت فيه عما إذا كان رئيس الوزراء د. كامل إدريس يسير نحو الفخ ذاته الذي أسقط تجارب الحكم السابقة، حين تتحول الحاشية إلى عبءٍ على القيادة بدل أن تكون عونًا لها.
تقول أوشي إن نجاح رئيس الوزراء يبدأ من دائرته الأقرب إليه، تلك التي أصبحت – بحسب المقال – مصدراً للتأثير السلبي على صورته العامة وسمعته السياسية، بسبب تضارب المصالح وتداخل النفوذ داخل مكتبه التنفيذي.
وتنقل الكاتبة عن أوساط حكومية وجود قصص عن ابتزاز وممارسات مالية مشبوهة تُدار باسم رئيس الوزراء، ما يهدد بتحويل منصبه إلى مظلة للفاسدين والسماسرة، ويعيد إلى الواجهة شبح المحسوبية والولاءات القديمة.
وتضيف أوشي أن بعض التعيينات الأخيرة في أجهزة الدولة أُنجزت على أساس القُرب لا الكفاءة، الأمر الذي أفقد الخدمة العامة توازنها، وأثار استياء الشارع الذي كان ينتظر حكومة إصلاحٍ ومحاسبة لا إعادة إنتاج الفساد في ثوب جديد.
واستحضرت الكاتبة في مقاربتها حادثة منع مستشار رئيس الوزراء مصلح نصار من مقابلته، معتبرة أنها تذكّر بمرحلة “السلطة داخل السلطة” التي عاشها السودان في أزمنة سابقة، عندما كانت المكاتب التنفيذية تتحكم في القرار باسم الولاء لا المصلحة العامة.
وأكدت أن الدكتور كامل إدريس، بخبرته الدبلوماسية الدولية الواسعة، يدرك أن نجاحه الحقيقي لن يتحقق إلا بإصلاح محيطه أولًا، وضبط حدود النفوذ بين المدني والعسكري، وبين الدولة والأفراد، قبل أن يشرع في معاركه السياسية الكبرى.
وختمت أوشي مقالها بدعوة صريحة إلى رئيس الوزراء قائلة إنّ:
الخطر لا يأتي من الخارج، بل من الحواجز التي تُبنى حول القيادة باسم الحماية والولاء.”











