رسالة في بريد الخطوط الإثيوبية.. خط بورتسودان – دبي: الحصان الرابح ولكن!
متابعات -السودان الآن
رسالة في بريد الخطوط الإثيوبية.. خط بورتسودان – دبي: الحصان الرابح ولكن!
متابعات -السودان الآن – حين غابت الأجنحة الوطنية..
منذ القرار الإداري الذي أوقف رحلات شركات الطيران السودانية — بدر، تاركو، وسودانير — بين بورتسودان ودبي، بدت سماء الشرق السوداني وكأنها فقدت ملامحها الوطنية فجأة.
وفي هذا الفراغ الكبير، دخلت الخطوط الإثيوبية إلى المشهد من أوسع أبوابه، لتلتقط فرصة ثمينة في أحد أكثر المسارات التجارية ربحية في المنطقة.
بورتسودان.. بوابة السودان الوحيدة
تحوّلت بورتسودان، بحكم الواقع، إلى النافذة الوحيدة للسودانيين نحو العالم، ومركز جذب لعشرات الآلاف من المسافرين القادمين من الشرق والشمال وحتى الخرطوم.
فهنا، تتقاطع حركة التجارة، والاستيراد، والسفر، لتجعل من خط بورتسودان–دبي شريانًا اقتصاديًا حيويًا لا يمكن الاستهانة به.
السوق السوداني.. ذاكرة لا تنسى
قد يرى البعض أن الأرباح المادية هي الهدف الأول، لكن الذكاء التجاري الحقيقي يكمن في الاستثمار في العلاقة مع الراكب السوداني.
فهو زبون لا تُخدعه العروض المؤقتة، ولا ينسى الإساءة. ذاكرته حية، وكرامته لا تُساوم.
تجارب السنوات الماضية أثبتت أن السوداني حين يشعر بعدم الاحترام من أي ناقل، يقاطعه فورًا مهما كان السعر مغريًا.
فرصة ذهبية أمام الإثيوبية
تملك الخطوط الإثيوبية كل المؤهلات لتكون شريكًا استراتيجيًا طويل الأمد للسودان، لا مجرد ناقلٍ مؤقت في ظرفٍ استثنائي.
فهي تمتلك:
أسطولًا حديثًا ومتناميًا.
شبكة ربط واسعة عبر أديس أبابا تربط أفريقيا بالعالم.
خبرة عريقة في التعامل مع الأسواق المتنوعة في القارة.
لكن كل ذلك يحتاج إلى استراتيجية تواصل جديدة مع السوق السوداني، ترتكز على:
1. احترام المسافر السوداني أرضًا وجوًا.
2. تسعير عادل يراعي الظروف الاقتصادية الصعبة.
3. تسهيل الحجوزات والإجراءات عبر وكلاء محليين.
4. مبادرات مسؤولية اجتماعية في التعليم والصحة بشرق السودان.
الاحترام أولاً.. ثم الأرباح
إذا تعاملت الخطوط الإثيوبية مع خط بورتسودان–دبي كـ جسر إنساني قبل أن يكون تجاريًا، فإنها ستكسب ولاء السودانيين قبل أموالهم.
أما إذا انجرفت نحو الغرور أو الاحتكار، فستفقد سريعًا هذا السوق الواعد، فالمسافر السوداني لا يتردد في قول: “كفاية”.
بوابة المستقبل
بورتسودان اليوم ليست مجرد مطار، بل رمز للاتصال بين السودان والعالم. ومن يفهم نبضها ويحترم ركابها اليوم، سيحصد غدًا سوقًا كاملًا عندما تعود البلاد إلى الاستقرار











