مقالات الرأي

بدر الدين حسين على يكتب .. بعد الغروب. منبر جدة .. حصان طروادة ..!!

مقالات - السودان الان

بدر الدين حسين على يكتب .. بعد الغروب. منبر جدة .. حصان طروادة ..!!

• شكل منبر جدة اول بارقة امل لوقف الحرب فى السودان ووقف معناة المواطنين ،وارتفاع مستويات الامل بعودتهم إلى منازلهم والايذان بنهاية الحرب .
• غير ان المليشيا امتنعت عن تنفيذ اهم بند فى هذا الاتفاق وهو خروجهم من الاعيان المدنية ومنازل المواطنين، وهو ما حول حرب المليشيا من تمرد ضد القوات المسلحة إلى حرب ضد المواطن السودانى أينما كان .
• هذه الخطوة من المليشيا عملت على رفع الشعور الجمعى للمواطنين وايمانهم بضرورة مواجهة المليشيا ، فتولد نتيجة ذلك تدافع غير مسبوق من المواطنين للتدريب وحمل السلاح ، فكانت المقاومة الشعبية هى العلامة الفارقة فى حرب السودان.
• منبر جدة صمم اصلا للابقاء على المليشيا فى المشهد العسكرى السودانى بعد فشل مشروع الاستيلاء على السلطة من جانب ، ومن جانب آخر يضمن وجودا لقحت فى المشهد السياسى السودانى كفاعل أصيل حال حدوث تسوية لملف الحرب السودانية .
• ولكن يبدو أن الوفد السودانى فى هذه المفاوضات استطاع أن يصل إلى أهدافه من خلال بند خروج المليشيا من الاعيان المدنية ومنازل المواطنين، ولكن يبدو أن الدول الراعية للمليشيا ادركوا أن هذا البند هو بمثابة تحرير شهادة وفاة للمليشيا ، خاصة وإن دخولها منازل المواطنين عمل على رفع مستوى الرفض الشعبى للمليشيا ، فادركت ان المليشيا لن تجد مستقبلاً اى مستوى من القبول ، لذلك عمدت إلى تعطيل مخرجات المنبر .
• الا ان الايام الماضيات شهدت تعالى الأصوات الدولية من أجل العودة إلى منبر جدة ، فقد عبر الجانب السعودى والمصري فى بيان مشترك بأن حل مشكلة الحرب فى السودان يكمن فى العودة إلى منبر جدة ، ولم تمض ليلة على هذا البيان ، حتى خرجت الدولة الداعمة للمليشيا بذات التصريح ، ثم اعقب ذلك تصريحاً للإدارة الأمريكية صب فى ذات المنحى ، مع تعالى تصريحات لقوى تقدم فى كل الاتجاهات بأنها مع منبر جدة ،وأنه الطريق لوقف الحرب ، فلماذا كل هذا الزخم فى هذا التوقيت بالذات ؟
* هذا الزخم فى هذا التوقيت الذى تسجل فيه القوات المسلحة انتصارات على كل محاور القتال ، فى ظل تراجع وانهيار واضح للمليشيا، يمكن ان يقرأ انه محاولة لضخ الروح فى المليشيا، ومحاولة لفتح منبر جدة بغرض إتاحة الفرصة للمليشيا والدولة الداعمة لها لاتقاط الأنفاس وترتيب الصفوف لمواصلة القتال ، الا ان هذه الفرضية ربما تكون منطقياً ، لا تقوى للوقوف على ساقين.
• اذا هل يمكن القول بأن الدولة الراعية وصلت إلى قناعة ان مشروعها فى السودان فشل عبر الخيار العسكرى ، وتذهب لفرضه عبر خيار التسوية السياسية عبر فتح منبر جدة .
* وهل هنالك اتصالات تتم الان بين وسطاء لتقريب وجهات النظر بين الدولة الداعمة وحكومة السودان ، وإن كان الأمر كذلك ، هل يتعدى ذلك رئاسة مجلس السيادة، ام يشمل الحكومة بمفهومها الشامل .
• وهل يمكن ان تقبل الحكومة او رئاستها بالجلوس على طاولة واحدة للاستماع لمقترحات تسويات الدولة الداعمة ، والتى قطعا سيكون عمودها الفقرى تدوير نفايات المليشيا وقحت من جديد .
• أن حشد هذه الدول لمطالباتها بالعودة إلى منبر جدة يحتاج إلى ارادة سياسية لا تعرف اللين ، تعلن دون مواربة ان الخطوة العملية للعودة إلى منبر جدة هو الخروج من الاعيان المدنية ومنازل المواطنين، وتسليم الأسلحة والتجمع فى معسكرات ،تحددها القوات المسلحة السودانية، أما ما دون ذلك فهو التفريط ، والذى عنده سيكون للشعب ومقاومته المسلحة الكلمة الفصل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button