سيدي الرئيس .. كن رئيسا للجميع
د.صبري فخري محمد
قال اللَّهُ تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [النساء: 58]
( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ )..: ( وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) [النساء: 58] يقول
محمد الغزالي: “إن التجمعات البشرية السوية فيها رجال كثيرون يوصفون بأنهم قمم، أما البيئات المنكوبة بالاستبداد فدجاج كثير وديك واحد؛ إن ساغ هذا التعبير”
فهل تريد سيدي الرئيس أن تحكم قمما أم دجاج كثير .. فالخيار لك سيديالرئيس ..
يقول الكواكبي عن الإستبداد : “وباء دائم بالفتن وجدب مستمر بتعطيل الأعمال، وحريق متواصل بالسلب والغصب، وسيل جارف للعمران، وخوف يقطع القلوب، وظلام يعمي الأبصار، وألم لا يفتر، وصائل لا يرحم، وقصة سوء لا تنتهي” ويمكن القول بأن “الإسلام والاستبداد ضدان لا يلتقيان، فتعاليم الدين تنتهي بالناس إلى عبادة ربهم وحده، أما المراسيم والاستبداد فترتد بهم إلى وثنية سياسية” ….“لا كرامة لملك لا يحرص على كرامة رعيته”. فلا طاعة للحاكم بلا حياة كريمة للمحكوم، ولا حياة كريمة بغير عدل وحرية،
فعندما تنتفي كرامة الرعية أو يتم انتقاصها تنتفي كرامة الملك وتنتقص. لذا لابد من موقف سياسي واضح وسلوك ميداني مؤثرا، إنه العصيان ضد القواعد الحاكمة غير العادلة وغير الضامنة لكرامة الرعية، أو المعارضة القوية التي لا ترتضي المذلة… وحينما توقن السلطة أنها صادرة عن أمة هي صاحب السيادة، فتتوجه أجهزة الدولة للقيام بوظائفها الأساسية والتي يختصرها صون كرامة الإنسان من كل مساس.. هذا هو“العقد الاجتماعي” بين الحاكم و المحكوم ..
المَساسُ بالكرامة فسخٌ للتعاقد
، إذ العقد شريعة المتعاقدين. على سيادة الرئيس رتق الفتق و لا يكون ذلك الا بالعدل بين الرعية .. كل الرعية إلا من حمل السلاح ضد الدولة .. أما من جاهر بالرأي بالطرق السلمية فالواجب عليك أن تحتضنه … الأمر يتطلب جمع الشمل و سد الثغور… لا تظن بأن أولئك الطامعون للرجوع للسلطة بأنهم من المخلصين لك .. كل هم أولئك هو دق إسفين بينك و بين شعبك … ذلك الشعب الذي خرج بثورة سلمية أدهشت الجميع لإقتلاع هذه الفئة التي فعلت ما فعلت بالبلاد و العباد .. إنحيازك لطرف دون آخر هو تأخير للنصر و الذي قد لا يأتي .. فلنقاتلهم كافة كما يقاتلوننا كافة .. الآلة الإعلامية ضد تقدم و التي تمثل أحلام الشعب في دولة مدنية لن تنال من تقدم شيئا .. فالوقت لجمع الشمل الا لمن حمل السلاح ضد الدولة أو أبى … فلتخرص تلك الألسنة التي تروج لشق الصف فهم الأعداء فأحذرهم ..
د.صبري فخري محمد
استشاري جراحة عامة و مناظير
0913768608