د. صبري فخري يكتب ..كيكل و لعبة الكراسي أم تغيير المبادئ

كيكل .. و لعبة الكراسي أم تغيير المبادئ
د. صبري فخري محمد
كان كيكل قبل الأمس تحت رعاية و عناية الجيش .. و بالأمس إنقلب على الجيش و قال في الكيزان ما لم يقله مالك في الخمر … و اليوم بعد أن قتل و نهب و فعل و فعل جاء إلى حضن الجيش ضاحكا مسرورا … هل أيقن بأن سفينة الدعم قاربت للغرق … أم لخلاف نشب بينه و بين قوات صديقه حميدتي … أم سال لعابه لتقسيم مناصب و ثروة أشرأبت لها الاعناق قبل أن يلوح في الأفق معالم النصر و الانتصار و الذي لا يزال كسراب بقيعة يحسبه الحالمون أن نصرا من الله و فرجا قريبا قد تحقق بتحرير جبل أو شارع … و لكن كعادة ساستنا يذهب رنين الذهب بعقولهم … كان مناوي وضع سلاحه أيام البشير و تسنم منصب مساعد الرئيس و كان ذلك دون طموحاته .. أدرك أنه تمومة جرتق .. و كذلك أتى الزبير محمد صالح بكل من رك مشار و لام أكول عبر إتفاق ما سمي السلام من الداخل و بذلك كان قد أحدث شرخا في الحركة الشعبية … و لكن إنهارت إتفاقية السلام من الداخل كما انهارت اتفاقية نفاشا لأن متلازمة نقض المواثيق و العهود هو ما يميز قادتنا و ساستنا … لا أعتقد أننا سنطوي صفحة هذه الحرب العبثية آجلا حتى و لو أعلن الدعم السريع إستسلامه أو الإتفاق مع الحكومة لتقسيم تلك الكيكة التي يصغر حجمها و يكثر طامعوها يوما بعد يوم من مليشيات تتفرخ من رحم الجيش و دول شاركت و تشارك بجانب الجيش … و قد لا يعجب الكثيرون منهم العجب فتلجأ حليمة لعادتها القديمة بحمل السلاح … و كأنك يا زيد ما غزيت … التمرد لن يعوزه التمويل و كذلك التجنيد .. هنالك آلاف العطالى من الشباب لا مصانع تستوعبهم و لا تعليم يشغلهم .. و إذا ذهب الفقر إلى بلد قال له الكفر خذني معك .. حسم التمرد يأتي ليس من زيرو جواز بل من زيرو عاطل و زيرو فاقد تربوي … حسم التمرد يأتي بقيادات متجردة للوطن ليس لها في تهريب الدهب دور و لا لنسائهم أسفار للتسوق في دبي … إذا كان رب البيت في الدف ضاربا فشيمتنا كلنا الرقص .. فما بالك لو كان هو الراقص …
د.صبري فخري محمد
استشاري جراحة و مناظير
091376860