مقالات الرأي

د.صبري فخري محمد .. قصتي مع الطيب عبد الرحمن يكتب .. و لماذا قلت مات مأسوفا عليه …

مقالات - السودان الان

قصتي مع الطيب عبد الرحمن .. و لماذا قلت مات مأسوفا عليه …
د.صبري فخري محمد
أكتب هذه القصة حتى يعلم كل من همه إيذاء الناس بأن التاريخ لا يرحم .. قبل أن يأتي الطيب عبد الرحمن مديرا لمستشفى بحري التعليمي.. تعرفت عليه في امتحان الجزء الثاني في الجراحة بمجلس التخصصات .. لم يكن من الممتحنين في الدفعة الأولى .. حيث إمتحنت أنا و دكتور عصام مزمل فقط بعد أن تخلف الباقون إما لسبب المرض أو السفر أو الوفاة و كانت الدفعة الأولى تتكون من ٨ نواب .. .. حيث تم كشف الامتحان الشفهي و الاكلينيكي لدكتور عصام مزمل .. و قد حدثني بنفسة عن الحالات التي سنمتحن فيها قبل الامتحان بدقائق معدودة .. و كان قد أخبر بها قبل ليلة .. قبل امتحان الجزء الأول تم اعتقالي ببيوت الأشباح و أثناء فترة التدريب عام ٩٧ عند سقوط الكرمك أتى رجال الأمن لاعتقالي بميز بحري فبادرت بطعن ضابط الأمن .. و بعد عراك معهم تم اقتيادي إلى كوبر حيث مكثت ٣ أشهر .. كان امتحان الجزء الثاني في مارس ٩٩ .. فكان أن تعمد الممتحنين بأن لا أنجح .. لا أدري لماذا .. غضبت لأن شوقي المصري قام بكشف الامتحان لعصام مزمل .. و عندما جلست للمرة الثانية تكالب علي جميعهم لأنني إعترضت على ما فعله شوقي .. و بعد الامتحان الثاني و الذي لم أنجح فيه كذلك قال لي د.سنهوري و د. كيلاني بالحرف الواحد .. الإنقاذ قاعدة ما حتشيل شهادتك أفضل ليك تسافر.. سافرت إلى السعودية و جلست في امتحان الجزء الأول و نجحت .. و كان شوقي يقول للمتحنين ما ممكن ننجح صبري و هو طعن ضابط أمن .. هذا ما قاله لي الجراح إبن عوف .. و أخيرا إستطعت أن اجتاز الامتحان بعد انشقاق البشير و الترابي و انفرادي بشوقي .. ما بفسر و إنت ما تقصر ..و كان الطيب عبد الرحمن ضمن تلك الجوقة .. بعدها عملت بمستشفى بحري قبل أن يكون الطيب عبد الرحمن مديرا .. و عندما أتى مديرا قام بتحويل آخر صرفيتي إلى وزارة الصحة .. حيث تم إيقاف راتبي ٥ أشهر دون أي سبب .. عملت بقسم الجراحة بحري طبيب امتياز و عمومي و نائب و من ثم جراح قبل أن يأتي الطيب .. كنت أقوم بتدريس طالبات الأحفاد و لكن الطيب منعني من استمر معهن بعد إرسال آخر صرفيتي .. رغم أن هنالك كثير من الأساتذة يقومون بتدريس الطلاب وهم لا يعملون بالمستشفى.. قامت تابيتا بارجاعي للعمل بالوزارة.. و استلمت خطاب من د.حسن عبد العزيز للعمل بمستشفى بحري و لكن الطيب قام بارجاع الخطاب رقم النقص المريع في عدد الاختصاصيين .. لم يتجاوزوا الأربعة آنذاك .. كانت زوجتي حامل و تبرع د. حامد مراد و د. هاشم طه بإجراء عملية قيصرية مجانا بجناح مستشفى بحري و عندما طلبت من د. الطيب بخطاب .. رد على أن يكون التخفيض ٣٠% فقط .. بينما يتم الاعفاء كاملا للعاملين بالمستشفى و أهل الحظوة من غير العاملين … علما بأن زوجتي تعمل في الحقل الطبي .. فقام د. حامد بإجراء العملية مجانا في مستوصفه … وددت أن اذكر كل خيبات هذا الرجل و لكن أكتفي بهذا القدر القليل حتى لا أطيل عليكم .. أتمنى أن يتعافى الحقل الطبي و مجتمع الأطباء من أمثال هؤلاء .. و أن يتنازل كبار الأطباء عن عنجهيتهم و ظلمهم لمن هم دونهم .. فالابداع لا يكون الا في البيئة الصالحة .. بسبب هؤلاء صارت مهنة الطبابة عبئا ثقيلا.. آثر أغلب الأطباء الهجرة و من تمسك بالوطن أصيب بالذبحة و غيرها من أمراض الا Stress.. و المحصلة تخلفنا في الطب و تقدم غيرنا .. أتمنى من الأجيال القادمة طي هذه الصفحة و خلق جو معافى .. و العمل كفريق عمل متناغم بقلوب لا تحمل الحقد و الرازق الله …
د. صبري فخري محمد استشاري جراحة و مناظير
0913768608

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button