و إن جنحوا للسلم فأجنح لها
د.صبري فخري محمد
قال تعالى وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾
[ الأنفال: 61
التفسير: وإن مالوا إلى ترك الحرب ورغبوا في مسالمتكم فمِلْ إلى ذلك -أيها النبي- وفَوِّضْ أمرك إلى الله، وثق به. إنه هو السميع لأقوالهم، العليم بنيَّاتهم ..
هذه آية صريحة تدل على أن الحرب ليست الأصل و إنما الأصل هو السلام ..حيث في ظل السلام يكون اعمار الأرض و بالسلام تحفظ الأرواح و الأعراض… السلام يصنعه الشجعان .. رأيت ثوار سوريا و هم بعد أن تمكنوا من جيش بشار .. قالوا لهم .. اذهبوا فأنتم الطلقاء … و الله إنها للوحة عظيمة و نصر كبير و درس لكل حكومات و دول الدنيا .. لاسلاموي السودان أولا و للدعم السريع ثانيا و لناس غوانتيناموا و ابوغريب و لملوك العرب و رؤسائهم … هكذا اذهبوا فأنتم الطلقاء … كل تلك المجازر و الانتهاكات و قتل الرضع بالكيماوي .. تذهب مع أذهبوا فأنتم الطلقاء .. أي نوع من القواد هذا الذي يقود هذه المسيرة الظافرة… أصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عند فتح مكه علت أصواتهم .. اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكعبة .. لولا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشدهم قائلا اليوم يوم المرحمة .. القائد الفذ هو الذي يعفو عند المقدرة ..كان مانديلا الذي اعتقل مدة ٢٧ عاما مع الأشغال الشاقة يفكر في الإنتقام و لكنه وقع على يده كتاب عن سيرة المصطفى صلى الله عليه عن فتح مكة و قال لهم أذهبوا فأنتم الطلقاء .. حكمة مانديلا جعلت جنوب أفريقيا في مصاف الدول .. و كان كأس العالم .. لا أدري أي كتاب ذلك الذي يحتكم اليه الاسلامويون في السودان و أي سيرة هي التي يتكئون عليها .. الدعم السريع يجنح للسلام .. لوقف الحرب و التفاوض .. بينما البرهان و معه البلابسة يريدون مواصلة الحرب و القتل و الدمار و ما صاحب الحرب من انتهاكات و تجويع و نزوح … هلك الزرع و الضرع و عم الخراب.. شعب يعيش ما بين النزوح في الداخل و الهروب إلى خارج الوطن .. يواجه الاذلال في كلا الحالتين .. الشباب و الكهول و النساء يتعرضون للقهر و الموت و الجوع بينما أبناءكم يا بلابسه في أرقى مدن العالم في أحضان أمهاتهم ..
السلام هو ألا تحارب من يريد السلام.
السلام أصعب من الحرب، ولكنه عظيم.
العظماء وحدهم من يدركوا قيمة السلام
محبة السلام تثمر وتسعد الجميع، ومحبة الحروب خراب في خراب
إلى البرهان أقول كن شجاعا و أصنع السلام لتكون في سجل الخالدين .. كفى تدميرا و خرابا في حرب عبثية ..
Enough is enough
د.صبري فخري محمد
استشاري جراحة و مناظير
0913768608