مقالات الرأي

صباح محمد الحسن تكتب مواجهة!

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

صباح محمد الحسن تكتب مواجهة!

متابعات -السودان الآن– تجد الحكومة السودانية نفسها هذه الأيام في مواجهة دبلوماسية وسياسية معقدة، بعد أن فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات جديدة على خلفية اتهامات تتعلق باستخدام أسلحة كيميائية في العمليات العسكرية الدائرة بالبلاد.

وبينما سارعت وزارة الخارجية السودانية إلى نفي الاتهامات، مثُلت الخرطوم قبل يومين أمام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، لتدافع عن موقفها وتؤكد التزامها الكامل بالاتفاقيات الدولية التي تحظر استخدام هذه الأسلحة.

إلا أن الموقف ازداد تعقيدًا عقب نشر قناة “فرانس 24” تقريرًا استقصائيًا استخدم تقنيات التحقيق مفتوحة المصدر، كشف فيه عن أدلة وصور تشير إلى استخدام غاز الكلور في هجمات على مصفاة الجيلي النفطية ومحيطها شمال الخرطوم في سبتمبر 2024، أثناء معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السـ.ريع.

وأفاد التقرير أن الجيش السوداني وحده يمتلك الطائرات القادرة على تنفيذ هذا النوع من القصف، وأن أحد براميل الكلور المستخدمة تم استيراده من الهند بواسطة شركة سودانية مرتبطة بتوريد الإمدادات العسكرية، رغم أن الغرض المعلن لاستيراده كان معالجة مياه الشرب.

في المقابل، أكّد الوفد السوداني في جلسة المنظمة الدولية أن بلاده تواصل تحقيقًا وطنيًا فنيًا حول المزاعم، استنادًا إلى قرار مجلس السيادة رقم (2025/139)، القاضي بتشكيل لجنة من خبراء الطب العدلي والأدلة الجنائية والجهاز الوطني لحظر الأسلحة الكيميائية، للتحقق من الوقائع وتقديم نتائج مهنية وفق المعايير الدولية.

ورغم هذا الموقف الرسمي، ترى الكاتبة صباح محمد الحسن أن رفض الحكومة السماح للجان تحقيق دولية بالدخول، يضعف مصداقية لجنتها الوطنية، ويُبقي السودان في موقف دفاعي صعب أمام المجتمع الدولي، خاصة وأن الكلور مادة استخدمت سابقًا في الحرب العالمية الأولى ولم تُتهم أي دولة حديثًا باستخدامه سوى النظام السوري والسوداني.

وتعتبر المواجهة الحالية اختبارًا حقيقيًا للحكومة في قدرتها على إقناع العالم ببراءتها، وسط مشهد سياسي متوتر، وصورة دولية متأثرة بتقارير إعلامية غربية تسعى لإثبات الانتهاكات

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى