وجع مدينة صامدة.. وذاكرة حرب مفتوحة
عثمان ميرغني يكتب: الفاشر.. سؤال الدم والثمن
متابعات – السودان الآن – شهدت مدينة الفاشر خلال العام ونصف الماضيين أحداثًا متتابعة جعلتها في صدارة المشهد السوداني، بعد أن تعرضت لأشكال متعددة من العنف والنزوح والحصار، وسط أوضاع إنسانية شديدة التعقيد. ويرى الكاتب عثمان ميرغني أن ما جرى للمدينة تجاوز حدود المعارك التقليدية، ليمس حياة المدنيين بشكل مباشر عبر استهداف مقومات البقاء واستخدام الجوع والحصار كأداة ضغط.
ويتساءل الكاتب في مقاله عن الهدف من هذه الخسائر البشرية والمادية الكبيرة، مشيرًا إلى أن ملايين المواطنين تم تهجيرهم من منازلهم وتفريق أسرهم وإزهاق أرواح الأطفال والنساء وكبار السن، دون مكاسب سياسية أو عسكرية واضحة.
وأوضح ميرغني أن مجلس الأمن والأمم المتحدة وعددًا من الدول والمنظمات الدولية وجهت نداءات متكررة لرفع الحصار وحماية المدنيين، لكن ذلك لم يتحقق على الأرض، في ظل استمرار الهجمات والقصف وسقوط الضحايا وتدمير البنية الأساسية.
وأشار إلى أن مناطق واسعة في الخرطوم وعدد من الولايات الأخرى شهدت سيطرة قوات التمرد لفترات طويلة، إلا أن تلك السيطرة انتهت دون أن تحقق استقرارًا أو تقدمًا سياسيًا أو إداريًا، بينما تعرضت البنية التحتية للخدمات الحيوية كالكهرباء والمياه والمؤسسات الصحية والتعليمية لدمار واسع.
وقال إن تدمير المدن، بما فيها الفاشر، لم يسفر عن حسم أو سيطرة كاملة أو تحقيق أهداف الحرب، وإنما خلّف واقعًا اقتصاديًا واجتماعيًا أكثر هشاشة.
وختم الكاتب بالتأكيد على أن وقف الحرب بصورة شاملة أصبح ضرورة وطنية ملحة، داعيًا إلى العمل على إنهاء النزاع قبل نهاية عام 2025، وفتح صفحة جديدة تعيد للسودان توازنه واستقراره وتمنح مواطنيه فرصة لاستعادة حياتهم.










