عامان من الحرب بلا مكاسب
عثمان ميرغني: لا سلطة تحققت ولا وطن بقي بعد موجات الدمار
متابعات – السودان الآن – طرح الصحفي السوداني عثمان ميرغني تساؤلات حادة حول حصيلة عامين من الحرب الدائرة في البلاد، مشيرًا إلى أن النتيجة النهائية تمثلت في الدمار الواسع والمعاناة الإنسانية دون تحقيق أهداف سياسية أو عسكرية واضحة لأي طرف.
وفي مقاله، أكد ميرغني أن مدينة الفاشر كانت في صدارة المشهد، حيث تحولت إلى رمز للصمود والمعاناة معًا، بعد أن واجهت موجات من الحصار والقصف واستخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين. وقال إن ما تعرض له السكان تجاوز كل حدود الوصف، وتسبب في تشريد الأسر وفقدان مصادر العيش وانهيار الخدمات الأساسية.
وتساءل ميرغني عن الغاية من استمرار المعارك، موضحًا أن الثمن دفعه المواطنون الذين وجدوا أنفسهم خارج منازلهم وأعمالهم، بينما تتواصل دائرة العنف بلا نهاية واضحة.
وأشار إلى أن الدعوات الدولية، بما في ذلك قرار مجلس الأمن ونداءات الأمين العام للأمم المتحدة لوقف الحصار وضمان حماية المدنيين، لم تجد استجابة على الأرض، واستمرت العمليات العسكرية التي طالت الطرق والمراكز المدنية وحتى وسائل النقل البسيطة.
كما استعرض الكاتب واقع السيطرة الميدانية خلال العامين الماضيين، موضحًا أن التوسع العسكري في ولايات مثل الخرطوم والجزيرة وسنار وأجزاء من النيل الأبيض ودارفور لم ينتج عنه استقرار أو إدارة أو سلطة فعلية، بل تبعه تدمير واسع شمل البنى التحتية والمستشفيات والمدارس ومحطات المياه والكهرباء.
وقال ميرغني إن حصيلة الحرب حطام وطن، وإن أي تدمير جديد — بما في ذلك ما قد يحدث في الفاشر — لن يؤدي إلى حسم أو سيطرة، بل سيعمّق الانهيار الوطني ويزيد من معاناة المدنيين.
واختتم مقاله بدعوة لتوحيد الجهود من أجل إنهاء الحرب قبل نهاية عام 2025، معتبرًا ذلك ضرورة لإنقاذ ما تبقى من الدولة وإتاحة فرصة لبدء مرحلة جديدة تعيد للسودان قدرته على التعافي والاستقرار.










