مقالات الرأي

الصحفي البارز: كل من جُرّب في الحكم زاد اليأس الشعبي بدل الأمل.. من هو الزعيم القادر على إنقاذ السودان من أزماته؟

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

الصحفي البارز: كل من جُرّب في الحكم زاد اليأس الشعبي بدل الأمل.. من هو الزعيم القادر على إنقاذ السودان من أزماته؟

متابعات -السودان الآن – ميرغني بدأ مقاله بالإشارة إلى ما كتبه سابقاً عن الدكتور محمد طاهر إيلا، مثنياً على أسلوبه الإداري في ولايتي البحر الأحمر والجزيرة، لكنه عاد ليؤكد أن الزمن تجاوز فكرة “المنقذ الفرد”، لأن المشكلة في السودان – حسب تعبيره – ليست في الأشخاص بل في النظام نفسه.

وقال ميرغني:

لا أستطيع أن أقدم اسماً أثق به كمنقذ، لأن التجارب السابقة أثبتت أن أي زعيم مهما كانت نواياه الطيبة، يُهزم في مواجهة نظام فاسد أو مشلول.”

وأضاف أن السودان بحاجة إلى نظام ذكي (System)، أي منظومة تشغيل مؤسسية متكاملة تعمل بإرادة الشعب وتستجيب لحاجاته، لا إلى قائد يُعلّق الناس عليه آمالاً ثم يخيب ظنهم.

النظام لا الفرد

أوضح ميرغني أن المقصود بالنظام ليس الشكل السياسي (مدني أو عسكري)، بل طريقة إدارة الدولة، مشبهاً السودان بـسيارة قديمة كثيرة الأعطال، يقودها سائقون يتغيرون لكن الأعطال تزداد، لأن طريقة القيادة هي المشكلة وليست السائق نفسه.

وقال إن الحل يكمن في “إعادة برمجة السيارة”، أي إصلاح منظومة الدولة بالكامل من القاعدة إلى القمة، وإلغاء الاعتماد على الأشخاص أو الولاءات الضيقة.

من السيارة إلى الطائرة.. التحول الذكي

وفي استعارة لافتة، شبّه ميرغني النظام المطلوب بـ**“سوفت وير يحوّل السيارة إلى طائرة”**، مزودة بأنظمة ملاحة دقيقة تفرض الانضباط على القائد مهما كان اسمه أو خلفيته.

وأكد أن هذا النموذج يجعل المواطن مطمئناً على مسار الرحلة، لأن الضوابط المؤسسية لا تسمح بالأخطاء الفردية.

التشريعات قبل الزعامات

شدد ميرغني على أن مهمة المجلس التشريعي القادم يجب أن تكون وضع إطار قانوني صارم لإدارة الدولة، يضمن مبدأ المحاسبة مقابل القرار، بحيث يُحاسب كل مسؤول على نتائج قراراته، لا على نواياه.

وأشار إلى أن السودان لن ينهض إلا عبر نظام مؤسسي يخدم الشعب، وليس عبر زعيم يرفرف فوقه.

نهاية مقال ميرغني: “فلنُلغِ فكرة البطل.. ونصنع الدولة!”

اختتم الكاتب مقاله بالقول إن بناء السودان الجديد لن يتحقق بالبحث عن “رجل المرحلة”، بل عبر “برمجة الدولة نفسها لتخدم الشعب”.

ودعا إلى تحويل النقاش من “من يحكم؟” إلى “كيف نحكم؟”، مؤكداً أن الحكم الرشيد يبدأ عندما تصبح المؤسسات أقوى من الأفراد.

سياق الخبر: مقال ميرغني أثار تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبره ناشطون أكثر النصوص وضوحاً في الدعوة لإصلاح الدولة بعقلانية رقمية بعيداً عن الخطابات العاطفية أو الشعبوية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى