مقالات الرأي

د.صبري فخري محمد يكتب .. والي كسلا .. شاهد ما شفش حاجة

مقالات - السودان الان

والي كسلا .. شاهد ما شفش حاجة
د.صبري فخري محمد
كانت الشخصية السودانية كالشامة… و كالراحلة بين مائة إبل.. أو يعد الرجل بألف رجل … و كان رجال الحي كلهم أب من لا أب له … في موسم الحصاد كان الناس يسارعون بجزء من حصادهم للأسر المتعففة .. حتى يتساوى في الحي بين من يملك و من لا يملك … و جاءت الحرب العبثية … لا أقول ظهرت الحقيقة .. بل الأصح تغير أخلاق الكثير من أصحاب اليد العليا في هذا الشعب … نزحت إلى كسلا من بحري في اليوم الخامس من الحرب … و ما أن مكثت فيها بضعة أشهر حتى رأيت أصحاب العقارات و المستوصفات الخاصة إلا و قد كشروا عن أنيابهم في التهام و إنتهاش ذلك النازح المغلوب على أمره … تداعوا على النازحين كتداعي القصعة على أكلتها … زيادات تصل الى أضعاف كثيرة في ايجار العقارات و كذلك في إجراء العمليات الجراحية بالمستوصفات الخاصة … و كأنها الفرصة التي لن تتكرر .. فلتنتفخ الجيوب و الجضوم قبل نهاية الحرب … يحدث كل هذا و الوالي يلتزم الصمت و لا يحرك ساكنا … قد يرد علينا الوالي أو من ينوب عنه .. بأن المسعر هو الله و لا يجوز التدخل في تحديد الأسعار… و لكن أصل في البيع و الشراء .. سمحا إذا باع و سمحا إذا إشترى … عندما يتغاضى الناس عن هذا الأصل وجب على الوالي التدخل لكبح جماح هذا الجشع و الذي لا محالة سيؤدي إلى تأخير النصر و نزول رحمة الله .. الراحمون يرحمهم الله … و الذي حتما يؤدي إلى زيادة البلاء و تأخير النصر كما حدث في المدن الأخرى .. أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا … هذه سنن الكون الربانية… و أي فسوق أعظم من إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان و العمل على إفقاره .. بحجة أن الآخرون يفعلون ذلك … لا تكن إمعة تكون مع الناس أن أحسنوا أحسنت و إن أساءوا أسأت بل وطن نفسك إن أحسن الناس أن تحسن و إن أساءوا أن تجتنب إساءتهم .
دنيا زايلي و نعيمكي زايل…
هل يصحى الوالي و يصدر قراره أم سيواصل في صمته …
ربي ولي أمورنا خيارنا ..
د.صبري فخري محمد
استشاري جراحة و مناظير
0913768608

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى